حديث الناس:
لماذا يتم بين وقت وآخر اتهام أم كلثوم
بالمثلية الجنسية؟ و لماذا أم كلثوم؟
ان فتح ملفات الماضي ، ونبش القبور
والبحث عن فضيحة لاصحابها , اصبح عمل ممنهج, والغريب ان الاعلام المصري لا يكلف
نفسه عناء الرد على هذه الاكاذيب
ويشاهد رموزه التي قدمت كل ما استطاعت لمصر؛ يشاهدها وهي تُرجم بشكل ممنهج
بل ويشارك هؤلاء الراجمين.
مقال لكاتب سعودي
لكن ما لفت نظري مقال لكاتب سعودي تصدى
للدفاع عن ام كلثوم حيث نشر مقالة رائعة
فند فيها هذه المزاعم حيث قال:
أسوأ ما قد يصل إليه الإعلام في أيامنا
البشعة هذه، هو أن ينبش قبور الأموات من النجوم والشخصيات، ويفتح ملفات ماضيهم،
ويكذب ويدّعي، وينصب ويخترع، ويشتم ويهين جثثاً ترقد تحت الأرض، غير قادرة على
الدفاع عن نفسها، وهو ما حصل مع السيدة صباح بعد موتها، حين اخترعوا حكايات حول
قبرها، وها هم اليوم يتناولون السيدة أم كلثوم في ميولها الجنسية، ويتساءلون ما
إذا كانت سحاقية أم لا!
موقع مصريّ
فوجئتُ بموقع مصريّ مهم وآخر عربيّ
ينقل تقريراً يناقش فيه ما إذا كانت السيدة أم كلثوم سحاقية، وما إذا كانت
الشائعات التي طالتها كثيراً حول انجذابها للنساء وإقامتها لعلاقات جنسية مثلية
حقيقة أم من صنع خيال كارهيها، خصوصاً أنّ مثل هذا الكلام يقضي على الفنان، في
مجتمعاتنا الشرقية التي لا تزال تنظر للمثليّ نظرة دونية مهينة.
هذا الموقع كتب مقالاً طويلاً يستعرض
فيه ويحلل ويناقش ويفسر كيف أنّ كثراً في تاريخ الصحافة المصرية لمّحوا إلى سحاقية
أم كلثوم، وكانت البداية من تعداد الرجال في حياتها، والإيحاء بأنها لم تحب في
حياتها، وكتبوا أنّ الشاعر أحمد رامي عشق أم كلثوم فقدم لها ١٣٧أغنية من بين ٢٨٣
طيلة حياتها الفنية وأنها لم تبادله نفس الحب ولم تجاريه يوماً.
الرجل الثاني
الرجل الثاني في
حياة أم كلثوم بحسب النص نفسه، هومحمود الشريف الذي انفصلت عنه الست بعد أسبوعين
فقط لأسباب لا يعرفها أحد. ثالث الرجال كان الموسيقار الكبير محمد القصبجي الذي
يقال أنه عشق الست، وعاش قصة حب من طرف واحد عذبته كثيراً حتى مماته.
وبحسب النص أيضاً، فإن زوجها الحقيقي
الوحيد هو الطبيب حسن الحفناوي الذي تجمع المصادر المدعية بأنه كان طبيبها أكثر
منه زوجها.
المقالة نفسها تستشهد بأكثر من معلومة،
لتثبت مثلية أم كلثوم منها أنها لم تنجب ومنها أيضاً ما ذكرته اعتماد خورشيد في
كتابها (شاهدة على انحرافات صلاح نصر) في الصفحة 113 وجاء فيه: كانت هناك مطربة
كبيرة فاقت شهرتها الآفاق، لكنها كانت مصابة بشذوذ مصادقة النساء والفتيات
الصغيرات.
تحية لراقصة شرقية
كما في النص نفسه، اعتمدوا على مقالة
للناقد إدوارد بعنوان (تحية لراقصة شرقية) بتاريخ 13 أيلول 1990 كتب فيها بشكل
واضح وصريح: خلال حياتها كان هنالك سجال ما إذا كانت أو لم تكن أم كلثوم مثلية
الجنس، لكن يبدو أن قوة وسحر أدائها جعل الجمهور يتجاهل ذلك..
والأسوأ أنهم اعتمدوا كدلائل على
سحاقية أم كلثوم، على كونها امرأة قوية، مستقلة، جبارة، صاحبة رأي وقرار، ما
يتنافى وصفات المرأة الشرقية التي اعتادوا عليها خانعة، خاضعة، مسحولة، مدعوسة،
لتكون أنثى لا سحاقية!
هدى بركات
ومما اعتمدوا عليه كان مقالاً للناقدة هدى
بركات التي تحدثت عن شكل أم كلثوم الخارجي وصوتها واستندت عليه لتوحي بأنّ الست
مثلية ومما كتبت: ليست مطربة أنثى. وجهها ليس جميلاً كوجوه النساء ولها رئتان
هائلتان، ثدياها كبيران لكن رقبتها غليظة لتستطيع احتواء حنجرتها، ولأن صوتها أكثر
من جنس واحد، فهو يطلع حتى قبة الرحم، ويهبط حتى بئر الخصيتين. الحامض والسكري.
صوت بلا جنس والاثنان معاً.
لم يتركوا أم كلثوم بأمان واتهموها
بالمثلية الجنسية
وتابع المقال يستشهد بهدى بركات التي
عيّرت أم كلثوم بأغنياتها، فكتبت: (كلام أغانيها فيه مذكّر يتضمن التأنيث، ولقبها
الست. الست فقط كأنه تأكيد لما ليس مؤكداً، ليس بديهياً. للقطع والهروب من الحيرة،
وهى لا تستحي في المناجاة والغزل، تحكي عن ليالي العشق والوصل وعن دوران الكؤوس
بالشراب وعن فم الحبيب، تسمعها النساء رجلاً، ويسمعها الرجال امرأة).
هذه المقالة وقبلها مقالات كثيرة ، هل
تعتمد على اختيار أم كلثوم لأغنياتها بصيغة المذكر، دليلاً على سحاقيتها؟
ألم يغني فضل شاكر عدداً كبيراً من
الأغنيات مخاطباً الحبيب بصيغة المذكر، فقط لأن الأغنية أعجبته، ولأنه في الكثير
من الأغنيات والأشعار المغناة، يمكن مخاطبة الحبيبة بصيغة المذكر؟
هل هذا يعني أن فضل كان شاذاً؟ وأنّ كل
النجوم الذين اعتمدوا صيغة المذكر في أغنياتهم هم Gays والعكس بالنسبة للنساء؟
حال الصحافة يرثى له، وصار اللهاث خلف
خبر أو معلومة ولو على حساب كرامة فنان أو فنانة مطلوباً، والزحف خلف نسبة مشاهدة
أعلى صار مرضيّاً، حتى أنّ مهبل أم كلثوم صار مادة للمستصحفين لملئ أوراق مصنوعة
من تراب غطى جسم الست منذ سنوات، ليبقى اسمها خالداً فوق أنوف أقلامهم المكبوتة!